ربما لا يعلم كثيرون أن جائزة اليانصيب الأكبر في التاريخ، هي تلك التي تطرح في اسبانيا، وذلك في مناسبة واحدة هي مناسبة أعياد عيد الميلاد، وتعتبر الجائزة التي تسمى بالغوردو أو الشخص السمين، من أقدم جوائز اليانصيب، كما أنها من أكثر لعب الحظ عدلا من ناحية منح فرص الفوز للاعبين. وهنا بعض الحقائق التي يجب أن تعرفها عن هذه اللعبة…
عمرها
يبلغ عمر لعبة الغوردو حوالي مائتي عام فهي تعود للعام 1812 تماما، وتم اختراعها قبل خمسة أيام فقط على تصديق دستور اسبانيا الموحدة في ذات العام
لم تتوقف أبدا
منذ ذلك الوقت لم تتوقف سحوبات الغوردو، وظلت مناسبة للاحتفال حتى خلال سنوات الحرب الأهلية في الثلاثينات ظلت مؤسسة اليانصيب تعمل، ولكن مع فرق استثنائي جرى في عام 1938 حين جرى سحبان، واحد في برشلونة حيث كان يحكم الجمهوريون وآخر في مدريد حيث كان يحكم الجنرال فرانكو.
جوائز كبرى لا جائزة كبرى
عندما تلعب اليورو مليون الأوروبية أو السوبر بول الأمريكية، فإن الجائزة الكبرى عادة ما تكون بمئات ملايين اليوروهات أو الدولارات، والتي يمكن أن يربحها شخص واحد، أما في حالة الغوردو فأن الجائزة الكبرى وهي عدة ملايين موزعة على رقم واحد، مما يسمح بتوزعها بين عشرات الأشخاص على الأقل.
الاحتمالات
في الوقت الذي يكون احتمال فوزك بالسوبر بول أو اليورو مليون هو احتمال واحد بين حوالي ثلاثمائة مليون يكون احتمال فوزك في الغوردو هو واحد من بين كل مائة آلف، وهو ما يجعل فارق الاحتمالات كبيرا جدا بين الجائزتين، وغالبا ما تستعيد الورقة ثمنها البالغ عشرين يورو.
ولكن السحب يمنحك ما هو أكثر من مجرد استعادة أموالك إذ قد يصل مجموع الجائزة إلى أربع ملايين يورو لكل تذكرة من ضمن السلسة ذاتها من الأرقام، وهو ما يجعلها الجائزة الأضخم عالميا لرقم واحد إذ قاربت العام الماضي حدود المليارات الثلاث
سحب احتفالي
تستمر مراسم السحب الاحتفالية لمدة ثلاث ساعات ، والتي يتم تنظيمها بدقة في الساعة التاسعة صباحًا، من تاريخ يوم السحب وعادة ما يكون في الثاني والعشرين من شهر كانون أول ديسمبر. ويقوم بسحب الكرات الدائرة أطفال من مدارس الأيتام في اسبانيا، يقومون بإذاعة الأرقام بشكل غنائي، وطبعا يتم بث الاحتفال على القنوات التلفزيونية مباشرة.
شراء احتفالي أيضا
لشراء تذكرة كاملة وبالتالي التحلي بفرصة فوز كاملة عليك دفع مئتي يورو ، وهو مبلغ كبير وفقا لمعايير اسبانيا، وبالتالي يفضل الكثير من الناس الحصول على جزء من الدفتر بسعر عشرين يورو ، أو ما يعرف بعشرالتذكرة.
هذا يتيح المشاركة برقم واحد وبالتالي تذكرة واحدة كاملة بين أفراد العائلة أو زملاء العمل ، مما يجعل يانصيب الميلاد حدثًا اجتماعيًا للغاية. ويقوم معظم النوادي والحانات بشراء دفاترهم الخاصة التي يعرضونها على الزبائن كنوع من المشاركة الاجتماعية والاقتصادية.
مجتمعات محظوظة
في عام 2012 ربح سكان قرية سوديتو الجائزة الكبرى، وتقاسمها حوالي مائتي شخص قاموا بشراء الرقم ذاته، موزعا بين قسائم رخيصة أو تذاكر عشر الجائزة، بما سمح لبعضهم بجني ما يزيد عن مليون يورو، فيما كانت أقل الجوائز مائة ألف.
والطريف أن شخصا واحدا استثني من احتفالات القرية بالجائزة وهو صانع أفلام يوناني، تردد في الشراء قبل أيام. ولكنه صنع لاحقا فيلما رقيقا عن الطريقة التي تحولت بها حياة سكان القرية بعد تلك المفاجأة الاستثنائية، مما جعله رابحا هو الآخر ولكن بشكل مختلف.